يجب أن تتمّ الاستشارة الأولى للطفل مع طبيب الأسنان منذ سن مبكّرة وهذا يعني حوالي سنّ العامين. إذ أنّه يجب على الطفل أن يكتسب السلوك الصحيح الضروري مبكّرا وذلك لحماية صحة الفم والحفاظ عليها. وعليه، يجب أن يكون طبيب الأسنان على دراية تامّة بالمعايير الخاصّة بالتطوّر الطبيعي لمرضاه الصغار من أجل التكيّف بشكل أفضل مع تصرّفاتهم التي لا يمكن أن التنبّؤ بها في بعض الأحيان.
تتيح الاستشارة في سن مبكّرة للطبيب إمكانية تقييم مخاطر التسوس الفردية (RCI)، بحيث تتيح مراقبة هذه الأخيرة تحديد الأفراد المعرّضين لخطر متزايد للإصابة بآفات تسوّس الأسنان بهدف وضع خطّة علاج وقائية إذا لزم الأمر. في الواقع، هناك فئتان من مخاطر التسوس الفردية: المنخفض والعالي إذ يتمّ تقييم هذا الأخير أثناء الاستجواب والفحص السريري وكذلك التقييم الإشعاعي، وذلك بفضل عوامل محدّدة جيّدا كضعف صحة محيط الفم، الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة بعد الشهر الثامن عشر، استهلاك الأطعمة السكرية بطريقة منتظمة وعدم التنظيف المنتظم بالفرشاة. ومع ذلك، فإنّ وجود عامل خطر تسوّس واحد قد يكون كافيا لتصنيف الطفل المعرّض لخطر التسوّس العالي.
يحتمل أن يكون الطفل معرّض لخطر تسوّس الأسنان.
تساهم الاستشارة المبكّرة أيضا بشكل كبير في فعالية علاج تقويم الأسنان من خلال المساعدة في إمكانية نموّ عظم الفك في بعض الحالات خاصّة للأطفال الذين يكون فكّهم متقدّما جدّا، فمن الضروري بدء العلاج المناسب في سن مبكّرة على أمل النجاح في نهاية المطاف.
خلال الاستشارة الأولى، يجب على طبيب الأسنان تحديد القدرات العاطفية للطفل إذ يمكن ضمان استمرارية العلاجبطريقة أكثر واقعية بفضل هذا.
إنّ العلاقة مع الطفل أو الشخص البالغ ليست مختلفة على الإطلاق، ومع ذلك تيقّن أن تجربة علاج الأسنان قد يكون من الصعب على الطفل مواجهتها إذ أنّه يجد نفسه في عالم غريب عنه تماما، يخاطر بخياله ليرى في ذلك تهديدا حقيقيا.
للتغلّب على هذا الأمر، يتبنّى الطبيب السلوكيات المناسبة اعتمادا على الحالة العقلية والشخصية وكذلك البيئة التي يتطوّر فيها المريض الصغير.
خلال فترة الطفولة المبكّرة، لا ينبغي فصل الرضيع عن والدته والتي يكون وجودها مطمئنا له بحيث يؤدي تشجيعها إلى تلطيف سلوك أو ردّ فعل الطفل الذي قد يكون عنيفا أو يقوم بتصرفات غير متوقّعة أحيانا، إذ ينصح بتحديد الجلسات في الفترات الصباحية ولمدة قصيرة. أمّا بالنسبة للأطفال في سنّ قبل التمدرس والذين بدأوا في اكتساب استقلالية معيّنة بالإضافة إلى سلوك صعب المراس أحيانا، فيجب أن يكون طبيب الأسنان حازما مع التأكيد على طمأنة وإشباع فضول الطفل. وعندما يكبر، سيتمكّن أخيرا من فهم وإدراك ما يجري ولكن مع ذلك، يجب أن يظلّ الطبيب منتبها للإجابات المقدّمة للطفل وقبول السلوكيات المتعلّقة بعمره وتقييم الجوانب الإيجابية لموقفه.
في عيادة الدكتور قارة لطب الأسنان، نعلم بالضبط كيف نتفاعل مع مخاوف الطفل المحتملة، كما نشجّعه على تبنّي موقف إيجابي وقبول العلاجات التي يتمّ وصفها له. إذ أنّنا نولي اهتماما لاستجابة الطفل للعلاج ونتقبّل السلوكيات المتعلّقة بعمره ونقدّر الجوانب الإيجابية لسلوكه.
في حقيقة الأمر، نحن ندرك أنّ الرعاية بالطفل لها خصائص نفسية معقّدة ومحدّدة، كما أنّنا نهتمّ باختيار طرق العلاجات الممكنة من خلال استشارة أولياء الأمر وذلك من أجل تجنّب النزاعات المحتملة وتحسين العلاقات مع الأطفال، ونحرص كذلك على إرشادهم بشأن السلوكيات التي يجب تبنّيها حفاظا على مستقبل أسنان أولادهم.
بفضل الدكتور قارة، سيتمّ الاعتناء بطفلك بالطريقة المثلى من الناحيتين الجسدية والنفسية.